انتقل إلى الدار الآخرة قبل نحو شهر سعادة السيد عبد الله علي بصبوص رئيس بلدية المفرق الأسبق ورئيس جمعية المركز الإسلامي فرع المفرق الأسبق عن عمر ناهز (85) عاماً.
تسلم الفقيد رئاسة بلدية المفرق لدورتين متتاليتين (1986-1994) من القرن الماضي، فكان الرجل ذا همة ونشاط كبيرين، وقد اجتهد في إقامة المشاريع الخدمية لصالح أبناء المدينة، وقد سكن بعد توليه رئاسة البلدية في بيت بالأجرة مع أن بيته كان في قرية أم النعام القريبة من المفرق، وقد قال قولته المشهورة: كيف أكون رئيساً لبلدية مدينة لا أسكن فيها؟ وكنت تراه في الصباح الباكر يتجول في أحياء المدينة ويتفقد أحوالها ويتابع كل صغيرة وكبيرة بلا كلل ولا ملل.
وحرص أن تظهر مدينة المفرق في أبهى حلة، فاهتم بالحدائق ونظافة الشوارع وجدد بناء قاعة البلدية، وقد سمعت شهادة من سعادة رئيس بلدية الزرقاء الأسبق الشيخ ياسر العمري بأنه خلال اجتماعات رؤساء البلديات في المملكة لم ير مثل أبي عدنان في الحرص على مدينته ومراجعة المسؤولين في كل المستويات للحصول على القروض والمنح التي تساهم في دفع عملية التنمية والخدمات لمدينة المفرق.
وكان جريئاً جداً في هذا الميدان وسائر الميادين قبل وخلال وبعد توليه رئاسة البلدية، فكان إذا لمس تقصيراً من مسؤول في الدولة كبر أو صغر واجهه مندداً بتقصيره، ولربما شكاه إلى رأس الدولة.
لقد كان رحمه الله ذا هيبة كبيرة، وكان يعرف مكانة رئيس البلدية في نفوس المواطنين إن هو تفاني في خدمتهم ابتغاء مرضات الله وقياماً بالواجب، لذا كان يشعر بأن منصب رئيس البلدية أكبر من منصب المحافظ، وقد علمت أن الملك الراحل الحسين في إحدى زياراته لمدينة المفرق في الثمانينيات من القرن الماضي أراد أن يلتقي أبناء المحافظة في قاعة مدرسة المفرق الثانوية الصناعية، ولما وصلت السيارة الملكية للمكان تقدم المحافظ ورئيس البلدية (أبو عدنان) لاستقبال الضيف الكبير فتأخر قليلاً حتى قام المحافظ بفتح باب السيارة وقام أبو عدنان بالترحيب أولاً بجلالة الملك، لأن عمدة المدينة مقدم على أي شخص آخر.
وقد حبب إليه العمل التطوعي فلمس أن جمعية المركز الإسلامي الخيرية/ فرع المفرق من أنشط الجمعيات التي تقدم الخدمة للفئات المحتاجة في المحافظة، بالإضافة إلى مدارسها ذات السمعة الطيبة فتقدم بكل تواضع بطلب الانتساب إليها وقد اختارته الهيئة العامة رئيساً لها، وفي التسعينيات من القرن الماضي تم اختياره ليكون رئيساً فخرياً لفرع المفرق مدى الحياة.
ومن أبرز خدماته للجمعية سعيه الحثيث لحصولها على أرض بتفويض من القوات المسلحة الباسلة لبناء مدرسة وروضة للأطفال.
اليوم نفتقد أبا عدنان بابتسامته المعهودة وطيب معشره وحسن أخلاقه وجوده وكرمه وشجاعته في الحق. أسأل الله عز وجل أن يجعل مقامه في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق