«على المفرق التقينا» هكذا كانت تقول فيروز واجزم بأن السيدة فيروز وآل الرحباني لم يكونوا يقصدون مدينة المفرق بالرغم من اهميتها باعتبارها مدينة الشهداء ومدينة الاصالة والحب والانتماء فالمفرق هذه المدينة البائسة والكئيبة تحتاج الى مئة اغنية واغنية حتى تصبح من المدن العظيمة مثل اخواتها فمن يزور هذه المدينة سيكتشف انها سقطت سهوا من مكان ما الى هذا المكان دون ان يتلقاها احد، فبقيت على ما هي عليه من حرمان وبؤس وشقاء عكسته على سكانها ومواطنيها الذين يعانون الأمرين جراء الاهمال والتنسيب والضياع الذي يفرض هيمنته على هذه المدينة التي طالما توجهت واطلقت العنان لصرخاتها واناتها دون ان يتدخل احد لانقاذها واخراجها من عالم التيه والنفق المظلم الذي تعيشه بعيدا عن اهتمام البلدية ورئيسها الذي لا يمنحها اي جزء من وقته حتى ينفضها او يخفف مما تعانيه ... فحكاية المفرق حكاية على شكل رواية ومسرحية بطعم التراجيديا؟ فرئيس بلديتها عبد الله العرقان يتركها دوما تعاني من الوحدة القاتلة التي تطبق على خناقها فهذه المدينة وللأسف الشديد تعاني اكثر ما تعاني ومعاناتها وصلت الى عنان السماء فمثلا لا يزال تجار الخضار الذين يعرضون منتوجاتهم داخل السوق الذي هو عبارة عن بركس دجاج لا يفي بالغرض المطلوب وسلبياته اكثر من ايجابياته هو سيد الموقف وسيد الاحكام وكأن التطور لم يصله بعد او ان المكان ضاق باهله فلم يجد هؤلاء المتنفس إلا من خلال بركسات الدجاج التي تحولت الى مكاره صحية ومزابل او مكب نفايات وسط غياب الرقابة والمتابعة من الجهات التابعة للبلدية التي عملت هذا المشروع ثم اختفت وكأن الأمر لا يعنيها وحال سوق الخضار ليس احسن من مجمع الباصات الذي تم نقله تعسفيا الى المجمع الشمالي الذي تحول الى مجمع معاناة لكبار السن والنساء والطلاب الذين يضطرون للقيام برياضة صباحية طويلة للوصول اليه في ظل الظروف الماضية الصعبة سواء أكان في الشتاء ام في الصيف فالزيارة الى المجمع بمثابة رحلة شتائية وصيفية فالمكان بعيد جدا والتنظيم سيئ جدا والادارة غائبة كليا حيث التساؤلات والاستفسارات عن مبررات الرحيل الى المجمع الجديد الذي يقال أن المتنفذين واصحاب الاجندات الخاصة هم من قرروا مكانه. لا اريد الحديث عن النظافة الغائبة دوما فمكبات النفايات تملأ الساحات والشوارع وامام المدارس وفي كل مكان وكأن النظافة مجرد ترف لا دخل للبلدية بها بعكس ما هو موجود في الحي الجنوبي الذي يحظى بكل اهتمام وكل رعاية وكأن المفرق لا تعني سوى الحي الجنوبي اما الاحياء الاخرى فلها الله ولها ان تخلع شوكها بيدها وتنظف شوارعها بنفسها. ومن يزر الشوارع في الوسط التجاري او حتى خارج الوسط التجاري يكتشف انها مجرد قطعة فحم في الليلة الظلماء فالشوارع بلا انارة ولا كهرباء ولا اي شيء من هذا او ذاك هذا عدا عن الاسفلت الذي سحل مثل البنطلون الساحل مع اول زخة مطر فتحولت الشوارع الى مطبات وحفر مفتوحة ومهدمة وكأنها ساحة حرب انتهت للتو من معركتها. ويبدو ان من يتحكم بمقاليد الامور هم فئة قليلة لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة يحركون البلدية بالطريقة التي يشاؤون وبالمصلحة التي يريدون وكأنها عربة لهم يتولون ملكيتها او انها مزرعة لهم من حقهم ان يتصرفوا في ملكيتها كأنهم ورثة يتصرفون بها كما يشاؤون. كما ان الحديث عن الانجازات اصبح مجرد وهم وبضاعة يعمل البعض لتسويقها على الناس وخصوصا فيما يتعلق بموضوع الموازنة التي يقال انه تم تخفيض العجز بها وهذا الانجاز مجرد رقم على الورق لا صحة له ولا حقيقة لارقامه التي تغيب وتتلاشى مع الترويج والاشاعة. نعم ان المطلوب وتحديدا من رئيس البلدية ان يمنح البلدية الاهتمام والرعاية حتى تنهض المفرق من المفرق وتصبح على ركب المسيرة بدلا من أن تبقى على مفترق الطرق ... وهذه دعوة مني ومن كل اهالي المدينة لوزير البلديات للاطلاع عن كثب عما يجري مع المواطنين في هذه المدينة الذين يضربون كفا بكف ولسان حالهم يقول على المفرق التقينا لكن شتان ما بين مفرق فيروز ومفرق الاردن.
http://www.alanbat.net/Articles/Details.asp?art=8003
0 التعليقات:
إرسال تعليق